المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٣
 حينما أرى الفراولة أفكر في اللسان أيضاً  حينما ينبحُ كلبٌ أمامي ، أشعرُ بالرغبةِ في الطيران. حينما يحلّقُ طائر ، أشعرُ بالرغبةِ في النُباح.  حينما أرى دبّابة ، أتذكّرُ  البورنوغرافيا؛ وحينما أرى جنيّاً ميّتاً ، أتذكّرُ  مؤخّرةَ  مُدرِّسةِ العلوم. لا شيءَ يمكنُه منعي من النوم ولا شيءَ يُمكِنه مساعدتي على أن أنام. أغلي البيضَ بمهارةٍ شديدة، هذا أفضلُ مايمكنني طبخُه. يمكنُني أن آكل ٣٠٠ بيضةً مغليةً في ليلةٍ سعيدة ؛ لكنني لا أستطيعُ أن أبتلعَ قطعة شيكولاتة واحدة دون أن أشعرَ بالقرف. الفتياتُ اللواتي أحببتهنّ جميعاً كنّ جميلاتٍ إمّا قبل، أو بعد العلاقة. لم أكنْ طفلاً أبداً ؛ كنتُ في أكثرِ أحوالي براءةً عاملُ مصنعٍ يُفكِّرُ في حرقِه. أفضلُ كأسِ ويسكي شربتُه كانَ من كشكِ البان جديد في سوق بحري؛  الذبابُ يرقصُ بمرحٍ حولَه ومحمود عبد العزيز يغنّي كمن يتبرّعُ بالأعضاء. أكثرُ يومٍ شعرتُ فيه بالحزنِ لا أتذكرُه، لكنّني أذكرُ  أكثرَ يومٍ شعرتُ فيه بالسعادة، نفس اليوم. الجنسُ بالنسبةِ لي مسألةُ حياةٍ أو موت. الموسيقى مملّة بدونِ خمر. الجنسُ مملٌّ بدونِ موسيقى،  ربما لأنني تعرفتُ عليه من خلال مقاطعِ
 لم أكن ربّاً لأسألني:  تريدُ حمامةً في اليد  أم نَمِراً على الشجرة ؟  و هل تكفيك ملعقتان  من سُمّ المحاولة أم تريدُ البحرَ كلّه؟  لم أكنْ ربّاً  لأعرفَ تحت أيّة نخلةٍ زمنيّةٍ ربطَ المكانُ حصانَه  و تعلّمَ الطيران فيّ لكنّ شيئاً غامضاً يختارُ لي  ما لا أُريدُ  لكي أُريدَ  فلا يُريد !
 لا أريدُ من الهوى  غير انتباهتِه الوحيدة  والقصيرة  للأبد   لا أريدُ من السفر  غير الحقيبةِ  إن تكن أمّاً  وإن كانتْ بلاداً  لا تبرّرُ لي مساوئها  ولا تبتزُّني  بالشعرِ والأعلامِ و التاريخ  لا تاريخ لي  أنا قُبلةُ البارِ  التي يسعى إليها   كلّ من في البار  ثمّ يكنسُها الهواءُ مع خيوطِ الفجرِ  لا أحدٌ يراها في أحدْ لا أريدُ من الرسُلْ غير الدلالِ الفلسفيّ  و فكرة المأخوذِ  بالتلخيصِ  مثلَ فراشةٍ  سقطت على سطرٍ من البركانِ  فاحترقتْ على قيدِ الأملْ  لا أريدُ من الجحيمِ سوى حريقِ المكتبة  لا أريدُ من البلادِ سوى شجارِ المسطبة  لا أرى أحداً ولا أحدٌ يراني في أحدْ!
 "السماءُ زرقاء بشكلٍ لا يُصدَّق!"  والسماء  وجسدي  والنمشُ الذي  يتساقطُ من  جسدِك  والشاي  والسماء  و البابونُ الذي أربيه داخلَك  و جسدي  وجسدك  و وركُكِ خلالَ الحربِ العالمية الثانية  والطيور  والسماء  و أحراشُ فستانِك المأهولةُ بالنمورِ البنغاليّة  و جسدك  و أوشامك  و خالتك التي تحبُّني  وخالتي التي تحبُّك  و خالتك التي  لا تحبُّني  و خالتي التي تحبّك  و السماء  والطائرة  والشاي والأولويز الذي يلفُّ جثث أطفالي التي تنزف  و هانز الصغير  وهانز الكبير  و السماء  والطيور  والسماء  و ملابسي التي لا تناسبُك في الخريف  وملابسي التي تناسبُك في الشتاء  و ملا بسُك التي تبكي من القطن  و الشاي  والطاولة  والنايكي  والسماء  " زرقاء  بشكلٍ لا يُصدَّق "
 ثمّةَ أشجارٌ كالإناث  ثمّةَ إناثٌ كالأشجار  ثمّةَ دلوٌ يغرقُ  في بئرِ الحنانِ الذي لا عينٌ رأتْ  ولا أذنٌ سمِعتْ  ثمّةَ مدنٌ لتُقطَف  ثمّةَ أزهارٌ لتُزار  ثمّةَ رجلٌ يعوي  في الطابقِ الرابعِ منّي  ثمّةَ أمٌّ تحضنُني كالطابية ثمّةَ ثيرانٌ تحرثُ ورِكيك  تزرعُ أطفالاً ما أنزلَ اللهُ بهم من سُلطان  ثمّةَ غِزلانٌ تتورّعُ عن العين  ثمّةَ أعينٌ تتبرّعُ بالغزلان  ثمّةَ حُضنُ الناصيةِ وقت التراويح  وشفاهُكِ ترتجِفُ من العافية  ثمّة حضنُ الوداع  مع السلامة  لا تنسي الألعاب الناريّة  البابُ أسفلَ المفتاح