المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٤
 بلغنا أن سلمانَ الفارسيَّ لمّا اشتعلت النارُ في بيتِه حملَ سيفَه وخرجَ وقال : " هكذا ينجو المُخِفّونَ" ،  فتخفّفْ.  والخِفّةُ بابٌ في شظيةٍ  من القلبِ  تدخلُه ريحُ الجنوبِ في الصيفِ وريحُ الشمالِ في الشمال ولا يُغلقُه سوى الهيام . وهيَ كما أوردَ ابنُ رُشدٍ : كبِدُ الضوء و سلطتُه على الماءِ والترابِ والهواء؛  فما موجودٌ يعرفُ موجوداً سوى بخفَّتِه ولا يلتئمُ إلا خفيفٌ بخفيف. يقولُ ابنُ معشوقٍ في الدرة والتحفة   ،  رسائلُ في سلطان الخفة   :  يخلقُ اللهُ في كلّ جارحةٍ جناحان  ، للّسانِ جناحان ، و لليدِ جناحان ، وللعين جناحان و للأذنِ جناحان ، وكذا لسائرِ الجوارح.  حتى إذا خلقَ اللهُ  القلبَ جعلَ منابتَ تلك الأجنحةِ فيه.  فيهوى الرجلُ  ، أي تميلُ نفسُه فيفقدُ جناحي عينيه ، وتتعلّقُ المرأةُ فيحدثُ لها مثلُ ذلك. ثمّ يتكلفان كلفاً  أي يشتدّ حبّهما فيفقدا جناحي عقلهما ، ثم يعشقان فيفقدا جناحين  ثم يقعان في الجوى فيفقدان مثلهما ، ثم التبل فالصبابة فالكمد و جناحاه اليدان لا يصنعان بهما سوى بعضهما ثمّ الغرامُ وجناحاه في الكبِد ، ثمّ  الرسيسُ وجناحاهُ القدمان ثمّ الرأفةُ وجناحاها الدموع