متّكأ السيّد
في الإنضباط
تحت اللافتة الأعلى
نفاذيَّةً بين الماءين الأشهر في العصر الإقطاعيّ ، أعني الإقطاعيّ نفسه والعبيد ، يجلس مُتَّكأُ السيِّد ، تلك الصيغة
المربكة للعبد الأكثر عبوديةً – إن جازت المفاضلة بخصوص هذا – بين قطيع المأجورين التابعين
للسِّيد الإقطاعيّ كليا" وبالمعنى التشييئيّ والأعلى حريةً بذات الوقت .
يحدث أن يُختزل متّكأُ السيِّد إلى مُسمّى كبير الخدم المُخِلّ ، لكنّنا سنستخدم المسمّى الأكثر تعبيراً عن هذه الوظيفة والذي قد بدأنا استخدامه فعلا" حتى الآن ،
الطابع الوظيفيّ لـ متكأ السيّد يتحدّدُ من أعلى بسلطة السيِّد غير
المحدودة على اقطاعيّته والتي تنمدُّ من ظفر مولود أصغر عبيده وحتى أفخم طواحينه
الرمزيّة ، لكن سلطة السيِّد هذه بالذات هي طاقة الوضع التي تعتمد عليها شخصية متكأ
السيِّد سيكولوجيا" وسلطويا" كما سنرى .
لأنّ البشريَّ ينزعُ –على نحوٍ غريزيّ ودائما" – للتفوق على الشبيه أولا" بوصفه الأقرب للمقارنة وتصاعديا" للأعلى ، فإن عبداً محتلاً بين قطيعٍ كاملٍ لن يصدِّق أن يُمنح له هذا الامتياز هكذا وعلى طبقٍ من خدم ، وسيسعى بكاملِه للعضِّ على هذا بجِماعِه كلِّه ، وهذه هي أُنشوطة الإقطاعيِّ الماكر ! لم يفعل الإقطاعيُّ سوى الإستناد إلى هذه البؤرة الأنشط في النفس البشريّة ، قتل سلطة الخارج تصاعديا" !! هذا الطابعُ الشيزوفرينيّ سيكونُ هو النقطة المحرقيّة لشخصية المتّكأ ، إنه بين ويلٍ مثابرٍ من أشجارِ السيِّد العالية ، المطارقِ التي ستهوي على رأس إرادتِه كلّما تنفّست ، وويلٍ لبقيّةِ العبيد من هذه الإرادة المتململة تحت المطارق ، فالقهرُ لا يفنى ولا يُستحدث .
وفق هذه الدالّة تعملُ جميعُ المهنِ وبلا استثناء من المحامين ، الفنانين الملتزمين – ياللتهكُّم-! ، المعلمين ، سعاة البريد ، الرعاة ، السياسين، الأطبّاء ، كتبةُ الوحي ، المهندسين ، الحرفيين الخ هؤلاء العبيد الاستثنائيون ، البشوشون الطيِّبون ، مضلِّلو إراداتهم باتجاه الإحداثيّاتِ النافقةِ للواجب الإنسانيّ والترس الكونيّ وأثرِ الفراشة السهل ، مربو الفراشات في إبطِ النسورِ هؤلاء سيسعدون جداً حين ينجزون أعمالهم الساذجة تحت قبح الإنضباطات والصراخات والشفقة الى آخر هذه البذاءات الخالدة ، سيسعدون سعادة العبيد المعهودة ، لكن هناك ، في قعرِ المادة الحيّة ستتلوّى تماسيحُ إرادتهم إلى الأبد ، والحال ، إنّ هؤلاء العبيدُ المثاليُّون هم الأكثرُ فتكاً وأنانيّةً وغطرسةً وأوبئةً نفسانيّةً بين جميعِ الحيوان ، لأنَّ متكأ السيَد ( لا ينام ، ولايترك أحداً ينام ) *.
_______________________
الإحالة لـ "خالد محمد خالد"
لأنّ البشريَّ ينزعُ –على نحوٍ غريزيّ ودائما" – للتفوق على الشبيه أولا" بوصفه الأقرب للمقارنة وتصاعديا" للأعلى ، فإن عبداً محتلاً بين قطيعٍ كاملٍ لن يصدِّق أن يُمنح له هذا الامتياز هكذا وعلى طبقٍ من خدم ، وسيسعى بكاملِه للعضِّ على هذا بجِماعِه كلِّه ، وهذه هي أُنشوطة الإقطاعيِّ الماكر ! لم يفعل الإقطاعيُّ سوى الإستناد إلى هذه البؤرة الأنشط في النفس البشريّة ، قتل سلطة الخارج تصاعديا" !! هذا الطابعُ الشيزوفرينيّ سيكونُ هو النقطة المحرقيّة لشخصية المتّكأ ، إنه بين ويلٍ مثابرٍ من أشجارِ السيِّد العالية ، المطارقِ التي ستهوي على رأس إرادتِه كلّما تنفّست ، وويلٍ لبقيّةِ العبيد من هذه الإرادة المتململة تحت المطارق ، فالقهرُ لا يفنى ولا يُستحدث .
وفق هذه الدالّة تعملُ جميعُ المهنِ وبلا استثناء من المحامين ، الفنانين الملتزمين – ياللتهكُّم-! ، المعلمين ، سعاة البريد ، الرعاة ، السياسين، الأطبّاء ، كتبةُ الوحي ، المهندسين ، الحرفيين الخ هؤلاء العبيد الاستثنائيون ، البشوشون الطيِّبون ، مضلِّلو إراداتهم باتجاه الإحداثيّاتِ النافقةِ للواجب الإنسانيّ والترس الكونيّ وأثرِ الفراشة السهل ، مربو الفراشات في إبطِ النسورِ هؤلاء سيسعدون جداً حين ينجزون أعمالهم الساذجة تحت قبح الإنضباطات والصراخات والشفقة الى آخر هذه البذاءات الخالدة ، سيسعدون سعادة العبيد المعهودة ، لكن هناك ، في قعرِ المادة الحيّة ستتلوّى تماسيحُ إرادتهم إلى الأبد ، والحال ، إنّ هؤلاء العبيدُ المثاليُّون هم الأكثرُ فتكاً وأنانيّةً وغطرسةً وأوبئةً نفسانيّةً بين جميعِ الحيوان ، لأنَّ متكأ السيَد ( لا ينام ، ولايترك أحداً ينام ) *.
_______________________
الإحالة لـ "خالد محمد خالد"
تعليقات
إرسال تعليق