قالَ وتلتقي عيونُ العاشقين التقاءَ النردِ بالنرد، فإن التحمتْ وسقطتْ تحتَ الأجفانِ علِمَ كلُّ محبٍّ أنّ العينَ انأمرتْ وأنّها انكسرتْ فلا تسقطُ على الوجهِ الذي كانتْ ساقطةً عليه ، فإن كانَ السطحُ الذي ستسقطُ عليه العينُ ماءً انقلب دماً فيها وإن كانَ شجرةً انقلبَ جُرماً آخرَ وهكذا. وبعدُ، أمارأيتَ أنَّ للنردِ ستةَ أوجُهٍ فانظُر للإشارة ،وتذوَّق العبارة، حين يقولُ مخاطباً إمامَ المُحبّين "قد نرى تقلُّبَ وجهِكَ في السماء" والمرادُ عينِك في السماءِ وإنّما تشتّتت العينُ في الوجهِ كما انجمع القُرءانُ في نقطةِ الباءِ فافهمْ.

فصل

مرّ اللهُ يوماً على طاؤوسٍ فقالَ :
ما ذيلُك؟!
قال الطاؤوسُ: عيونُ المُحبّين

فصلْ

لذلكَ لا يصحُّ لكَ أن ترى أعيُنهم إلا وهي تتدحرجُ في محاجرِهم فهم كالممسوس ، أو ساهينَ لا قِبلَ لهم بكَ كأنّما على رؤوسِهم الطاؤوسْ.
انتهى
#فتوحات_المتهتك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة