حينما أرى الفراولة أفكر في اللسان أيضاً 


حينما ينبحُ كلبٌ أمامي ، أشعرُ بالرغبةِ في الطيران. حينما يحلّقُ طائر ، أشعرُ بالرغبةِ في النُباح.  حينما أرى دبّابة ، أتذكّرُ  البورنوغرافيا؛ وحينما أرى جنيّاً ميّتاً ، أتذكّرُ  مؤخّرةَ  مُدرِّسةِ العلوم. لا شيءَ يمكنُه منعي من النوم ولا شيءَ يُمكِنه مساعدتي على أن أنام. أغلي البيضَ بمهارةٍ شديدة، هذا أفضلُ مايمكنني طبخُه. يمكنُني أن آكل ٣٠٠ بيضةً مغليةً في ليلةٍ سعيدة ؛ لكنني لا أستطيعُ أن أبتلعَ قطعة شيكولاتة واحدة دون أن أشعرَ بالقرف. الفتياتُ اللواتي أحببتهنّ جميعاً كنّ جميلاتٍ إمّا قبل، أو بعد العلاقة. لم أكنْ طفلاً أبداً ؛ كنتُ في أكثرِ أحوالي براءةً عاملُ مصنعٍ يُفكِّرُ في حرقِه. أفضلُ كأسِ ويسكي شربتُه كانَ من كشكِ البان جديد في سوق بحري؛  الذبابُ يرقصُ بمرحٍ حولَه ومحمود عبد العزيز يغنّي كمن يتبرّعُ بالأعضاء. أكثرُ يومٍ شعرتُ فيه بالحزنِ لا أتذكرُه، لكنّني أذكرُ  أكثرَ يومٍ شعرتُ فيه بالسعادة، نفس اليوم. الجنسُ بالنسبةِ لي مسألةُ حياةٍ أو موت. الموسيقى مملّة بدونِ خمر. الجنسُ مملٌّ بدونِ موسيقى،  ربما لأنني تعرفتُ عليه من خلال مقاطعِ الإم -بي -فور الرديئة في هواتفِ النوكيا القديمة؛ رجلٌ يضاجعُ امرأةً سمينةً بدونِ أيةِ فنيّات  وثمّةَ موسيقى تافهةٍ في الخلفيّة. أكتبُ حينما أشعرُ بالغثيان. أعرِفُ طعمَ اليومِ قبل أن أصحو من النوم. لا أحبُّ السفر ، أتعوّدُ على كلّ شيءٍ بسهولةٍ في معظمِ الأحيان. لا أتذكّرُ أسماء المستشفيات. كنتُ صوفيّاً ؛ و حدثَ أن طرِتُ كثيراً  ورأيتُ ملائكة. لا زلتُ صوفيّاً بطريقةٍ ما، لأنني أبكي حينما أسمعُ قائد الأسطول. لم أعتنق فكرةً سياسيّةً سوى أمّي. حدثَ أن قرّرتُ أن أكتبَ مثل كلّ من أصادفُه ويعجبني؛ أردتُ أن أختبرَ محبرةَ العالم ،  ثم تركتُ الفكرة،  لكن ها هو  إدوارد ليف.  حدثَ أن قرّرتُ أن لا أتكلّم ، صعدتُ أعلى البيت  ومعي كُتيّبٌ لنبيل فاروق ، لكنني خفتُ حينما تحول الكرسيّ الذي يجلسُ عليه نور إلى وحش. نزلتُ وتكلمتُ مع الكرسي الرابِعِ في الصالون.أصدقائي كلهم مهرّجون ؛ أجدُ صعوبةً في مصادقةِ الناسِ العمليين الذين يريدون تغيير العالمِ دون أن يلبسوا ملابس العمل : طقمَ المهرّج. حينما أتحدّثُ بالإنجليزيّةِ أشعرُ بأنّني ألوّثُ لساني،  مثلَ والدِ خوان انطونيو. لا أكتبُ بها إلا لو وضعتَ ضفدعاً مبتلّاً في يدي. كنتُ أودُّ لو صادقتُ فتياتِ الليل في ساكرامنتو، لكنني لم أكن أريدُ أن أموت بطلقةٍ من ثورٍ صغيرٍ سكران. الكثافةُ النوعيةُ لدمي أقلُّ من الماءِ بكثير ، لذلك لا أدخنُ الحشيش. أعرفُ أن الفتاةَ اليهودية التي قالت لي أنت لطيف كانت يهودية. لا أحبُّ الأشياء التي تذكرُني بأي شيء.لم أعد أقرأُ الفلسفة ، صارَ الأمرُ أوضحَ أو أعقدَ بكثير.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة