وانتهى إلينا أنَّ ابنَ عذابٍ كان يتقوَّضُ فلَسَعَتْهُ سِمايةٌ في خِلّانِ الوفا وشَبَّال ؛ فرَكِبَ إلى طُوريَّةَ من باديةِ المُحرِّكِ الأوّلِ الذي لايتحرّكُ ودخلَ على الإسطقسِ فأوْجَبَ عليه ونادَمَه وسوَّاهُ وعَدَلَه ؛وما برِحا في خلاعةٍ وطرَب ؛ وشريعةٍ وحُجُب ؛ وسُهْدٍ وضحايا وحَبَبْ ، يتعلَّمان بالسَلْبِ و يتكاثران بالقلب ، إلى أن طَلعَتْ صُحُفٌ وريديَّة ٌ فجَفَّتْ في حَلْقِه الجواري وتيبَّسَتْ أختامُه، ويُقالُ عِظامُه ؛ بيد أنَّ طِبَاعَ الذئبِ أتاه بالرسالة ؛ وهي المذكورةُ عند الفارابي وغيرَ واحدٍ بالعَقْدْ ؛ فشَكَرَ طِباعَ الذئبِ وأوْجَزَ فيها ليلتَين ، والرسالة ُامرأةٌِ في العين وامرأةٌ في اليدين وهي لاتَشِفُّ ولاتَشْفي ، لوَّامةٌ وذوَّابةٌ ، وتتفلَّتُ كالخيلِ من صُدُورِ الرجال ، ومانُثْبِتُه أنَّها تجري بين جسدِها والثوبِ مجرى النِّيران ، ثمَّ أنَّ ابنَ عذابٍ أقامَ في حُلْكةٍ- ناحيةَ النهَّابين - وهي بلادٌ تتقطَّعُ أكبادُ الإبلِ إليها فأصابَ منها مسالكاً أدناها شَمَّةُ الريح ِوأعلاها التلويح وحَمَلَ على كتفِه وحَمَلَ على الأقتابِ ونسخَ وتََوبَّخَ وانقطعَ خبرُه أربعين ليلةً ، ثم خرجَ على الناسِ فماعَرَفَهُم ولاعرِفوه إلّا بِنْتُ شفة وهي التي كانت تقومُ عليه وتُسَمِّمُه كلَّ ليلة ، فإذا ماتَ أطعمت الأسودَ مِنْه ، وبنتُ شفةٍ قيل أحْسَنُ بناتِ النهَّابين وأنَّها مسيرةُ يومين للفارس ، وعلى صدرِها النعيم، ومنها سالت الأنوارُ وهي جحيمة ٌوهي أمُّ البحيرة ، وأمُّ شفة ، وتَمَّ لابنِ عذابٍ عندها صَرْفٌ فانْصََرف ْ، واستغرقتْهُ  فغَرَفْ وما كان له في كلامِه ناقة ٌ ولاجمل ، بل كلَّما حمل عليه الجمال حمل ، وهذا كلامُ ابنِهِ مِنْها !


إنتهى

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة