حدثتْ هذه القصّةُ في نيروبي. في يومِ الجمعة، السادسِ والعشرين من فبراير. كان العمُّ آناسا يقفُ متأهباً بسيارتِه خلف عشراتِ السياراتِ في إشارة مرورٍ على شارعِ توم موبيا حينما تحوّل لونُ إشارةِ المرور إلى الأخضر فتحركت السياراتُ و ظنّ آناسا لوهلةٍ أنّ سيارتَه تتدحرجُ إلى الخلفِ فضغطَ على الكوابحِ ، لكنّها ظلّت تتدحرج فضغطَ أكثر حتى تهشمت كوابح السيّارةِ في يومِ السبت ٢٧ فبراير و ظلّ يضغطُ على أرضيةِ السيارةِ تحتَ الكوابحِ حتى هشّمها في يومِ الأحد ٢٨ فبراير ثم ظلّ يضغط ويضغط ويضغط ؛ و في يومِ الإثنين التاسع والعشرين من فبراير ، توقّفت الأرض.
بيان ضد الإبادةِ الجماعيّة قاوِموا الأبطال ، الّذين يصنعون أراضيهم من سماواتِكم الليّنة ، قاوِموا بارانوياهُم ، أيديهم الملطّخةَ بالخيولِ التي أرسلتموها إليهِم ، نبالتهم الزائفةَ المصنوعةَ من أجودِ جلودِكم ، قاوِموا الشعراء والروائيين ، الموسيقيين والرسَّامين ، مرحى لِمن قتلهم أو قتلوه ، بارِكوا لأعيُنِكم وأسيئوا للَّذين يسيئون إليكم ، أنتم يا رِجال الشارِع ! ، أيُّها العامّة ، أيّها الرِّعاع ! أيّها الديماجوجيُون ! أنا أتحدّثُ إليكُم ، ولينظر إليَّ كلُّ واحدٍ منكم بجسدِه كلّه ، وليسمعني بـ هيروشيمتيه الإثنتين : قاوِموا الأبطال ،قاوِموا هِرمِس ! الذين يسيئون إليكم بكونِهم أبطالكم بالذات ، قاوِموا الجِزارة المفتوحةِ من لحمِ خيالِكم ، لا أحد يعبُرُ إلى أحد ، لا أحد و لا أحد . هل صدّقتُم إشاعاتِ الأرضِ العصبيّةِ المشتركة ؟! أم أعجبكم هذا الكسلُ مجهولُ الأبوين؟! هل ربِحتُم كلَّ هذا الوقتِ لتمسحوا به أحذيةَ السادةِ الأبطال؟ أصحابُ التعميماتِ المرحةِ والسِراطِ...
تعليقات
إرسال تعليق