عن الاحصنه
تقول المسرودة ان الطفل ظل يراقب افعى النحات تتلوى على الشكل حتى انتهى من منحوتته ثم صهل: ابي! كيف عرف هذا الرجل ان حصانا" كان يختبئ هنا؟! الغناء كتلة جماليه ان منحنا الجمال -اجرائيا"-رقما" كتلي..وهو بماهو كذلك يخضع لقانون الكتلة والفراغ النحتي.. وسادعي- لان الكلام عن الفن تجريدي اكثر من اللازم- ان النص الشعري هو هيولي المنحوتة الغنائيه وهو بهذا يصنع شروطه اوهو يؤسس لكامل عملية التفريغ والترك التي ستحدث لاحقا".. وهذا يصنع تفريق ان هناك نص حصان بذاته وهو نص مثال ربما لم يتحقق بعد وهو السقف واخر لايحض على ملمح او بمعنى ادق: قابل للازميل بالكامل..ولكي لا اكون مهوما" اكثر سادعي وبدون ان اضع التصانيف ايضا" سادعي بان نصوصا" بمستوى النصوص التي يعالجها فنانون سودانيون مثل علاء الدين سنهوري/ربيع عبد الماجد/سيف عثمان مثلا" تقترب من الجنس الاول كثيرا" وبعكس ما يزعم ا. علي الزين في ليلة استضافة ربيع عبد الماجد اثر نقاش تجربته من ان النص الاكثر وعورة" يستفز الفنان باتجاه نحت جماليات صوت-موسيقيه موازيه لذلك المستوى الذي يحتوي عليه النص..اقول بعكس مايزعم فالنص المجنس ضمن البند الاول هو نص لايسمح بالحركة داخله اذ هو عالي الكثافه /ملمح اساسا" بما لايدع مجالا" واسعا" للحركه ..وبذلك تكون العلاقة عكسية بين كثافة النص والمعالجه لاطرديه وفق مايزعم الاستاذ..ان التدليل على ذلك-مع مراعاة ان الفن غير برهاني مطلقا" مهما حاولنا مدرسته-يكمن في اسقاط هذا الكلام على التجارب ذاتها فكثافة الالات كاحد مستويات الكثافه المتعدده للمعالجه يؤكد ما اذهب اليه ..انت حين تسمع سيف عثمان مثلا" او مصطفى سيد احمد بالعود تكون اقرب الى النص واكثر حميمية" لا لوقع العود وخصوصيته فقط بل لان النص يتنفس/يتحرك اسفل طبقات اقل من الصوت المصاحب ما يجعله حرا" بينما يحدث العكس حين تسمع نفس النص مصحوبا" بالات اكثر..ايضا" فان تجربة يوسف الموصلي الغنائيه وهي التجربة الاغنى موسيقيا"تدلل على ذلك فالموصلي يتعامل مع نصوص سهله وقابلة للتدخل جدا" -وهو يختارها بمكر شديد- فالمحمول الموسيقي لاغنية من اغاني الموصلي لايمكن اسقاطه على اي نص باعتباط.. وهو يعلم ذلك ويعمل به..نحن اذن امام نظامين غنائيين: اول يحاول التدخل في نص مغلق اويقترب من الانغلاق واخريعرف ان حركته تتم حينما يكف النص من قول كل شئ فيتحرك..ولكي لا نحمل على النظام الاول كثيرا" فيجب ان نراعي انه متبنى" من قبل مثقفين/اكاديميين لديهم ما لديهم ممايريدون قوله بكلمة واحده.. وهم ايضا" لايستطيعو ن التعامل مع نصوص اقل جمالا" لان الغناء اساسا" قائم على استفزاز النص المعالج وهذا مربط الحصان! الفصل بين الذائقة الشعرية والموسيقيه..اعني: يجب النظر للاغاني كاغاني والشعر كشعر وهذه ليست ردة مفهوميه باتجاه الشعر الغنائي/الشعر بقدر ماهو خروج من هذا المازق بتطوير المفهوم او مفهمته مجددا"والكتابة اعلاه بعيدة بما يكفي عن جدل الفن للفن/الفن لغيره الممل هذا ..والغناءهو الغناء..لايعرف من خارجه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة