نيكروفيليــــــــــــــا 6

بخصوص المتوحّد

او

لا
كلما نظرتُ في عيني طفلِِ متوحِّد اشعرُ بالدونيّه ،هذه ال"لا اريد" الكبيرة التي لايمكنني ان انجزها مهما رفضت ، هذا الرفض بالميلاد ، الرفض العام لكلّ شئ والحياةُ التي لايمكنُ ان تصنعها مهما انعزلت !
لكنّني على الاقل واضحُُ ومعترفُُ بمركّب النقص هذا واحاولُ ان اردمه – بالحفر طبعا"- بعكس العموم الذي لا ينظر ، باعين البلاستيك المثبتة على الوجوه الشنيعة ، الى هذا الجمال الاستثنائيّ كما يجبُ ان يُرى ، بل على العكس يحاول ُ هذا العموم اعادة هذه الفلتانات الملوّنه الى الابيض الغبي ، فقد استقرّ هنالك في فصِِ شرير ٍٍ من فصوص الدّماغ العام أن الخصوص يجبُ ان يُحتوى لأنه سيلدُ خصوصاتِِ اخرى ستنسفُ كليشيهات الجنس البشريّ الواحد والانسانيّة المتساوية المتفوّقه والدم البشريّ الموحّد ،ووو الى آخرِ هذا الغباء المحكم .
بناء" على هذا وحده انطلقت صافراتُ الانذار حينما اندلع أوّلُ طفلِِ متوحّد وجميل ، وانطلقت صيحاتُُ من نوع "متخلّفون ! ، معاقون ! ، ذوي احتياجات؟؟؟ خاصه !!!! ، ياحراااااااااااااام !! " .
كان هذا هو الميكانيزم الدّفاعي للعموم ليدافع عن عموميّته ، ليُعمي ذاتهُ عن نقصها ليقول "انا هنا والاستثناء – ياللغباء! – يؤكد القاعده " .
انّ الطفل المتوحّد يمتلكُ يا سادتي بالميلاد نتائج توصّل اليها واحدُُ من افخم ادمغتكم – اعني نيتشه - توصل اليها بعد ان استهلك دماغه كليا".
حسنا" ، لنرَ ماذا يلاحظ الطبُّ المُملُّ في هذا؟!
الطفلُ المتوحّد لايتواصل اجتماعيا" ويبقى منكفئا" ومسجونا" في جلده ؟ جيّد! هذا لانّكم لاتستحقون فعلا" ان يُعترف بكم ناهيكم عن الاتصال .
الطفلُ المتوحّد لاينظر الى اعين الناس ؟ من حسنِ حظكم ، حتى لاتذوبوا في حامض احتقاركم المركّز في عينيه.
الطفل المتوحّد يصاب بالهلع الشديد من الآليات والاجهزه ؟ مؤكّد ! أنتم الوحيدون من بين الاجناس من يستأنس الوحوش الميكانيكيّه ويثقُ فيها وتأكُلُه .
وجود ظاهرة التكرار في الفعل ولفترات طويله وشاقّه والاهتمام باجزاء الشئ وليس الشئ كله ؟؟ أُُعّرفه بالفناء في اللحظه ومضاعفتِها وامتزازِها، لاتركَها تعبر مثلكم لتنفُقُوا كما ولدتم بهذا الهدوء الفائر الاخرق .
تكرار الاسئله المطروحة عليه ؟ ما تسمونه الببغائيه "ايكولاليا؟" انهم يسخرُون منكم ايّها السذّج ، وهل تخلقون اسئلة" جديدة" ام انكم تسألون اسئلتكم المستعملة اللزجة تماما" كالببغاوات ؟ الم اقل انه الدفاعُ باسقاط النقص نفسه على الآخر؟
البكاء والضحك بدون سبب معروف للآخرين ؟ بالطبع ! انهم يفنون في ذواتهم ، انهم يحترقون وينهبون عوالمهم ، لا يعطون اسنانهم لكلّ من يتهاطلُ امامهم ولا يريقون دموعهم الا الى الداخل يا اصحاب المآتم العامّه الـ "خلّوا الطابق مستور" .
عدم الاستجابة للالم بشكل طبيعي ؟ الحساسية المفرطة او اللا مبالاة حتى سمل العيون وتقليع الاظافر؟ انهم يصنعون ألَمَهُم الخاص ، يكسرون اكثر ما تراهنون عليه في تشابهكم المزعوم : الحواس .
الهاند فلابينغ ؟خفق اليدين ؟ رفع اليد كل فترة بحيث تكون مرتخية" كانها العلم الخفّاق؟ ممتاز! نعم ، انّ كل واحد فيهم يقول انا دولتي كلُّها ، انا كلُّ شئ .
الاطفال المتوحّدون يتّصلون بالحيوانات ويتفاعلون معها بشكل عجيب ، تمّ نشرُ هذه الدراسة بفرح غامر وفي كل اركان الميديا ، تمّ نشرُها دون ادنى شعورِِ بالعار؟ تصدّق ؟!
واذن ، لو كان المتوحدون الجميلين ينوجدون بنسبة 1:2000 تقريبا" في الجنس البشريّ ، واذا كان الرقم 2000 مساويا" للتعداد السكاني لمدينة صغيرة جدا" فماذا لو تخلّصنا من هؤلاء الـــ2000 وهيئنا مدنا" كاملة" لطفل ِ ِ واحد ِِ ومتوحد ؟! لأنهم 2000 نسخة لطفل ِِ واحد ، لأنّ النسبة فعليا" 1:1 ، واحد الى واحد؟؟!!
هذا ليس عدلا" !

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة