نيكروفيليا 7

هندسة الاشاعه



ستتذكر موقفا" مماثلا" بالتاكيد حينما اقص عليك انني رايت احدهم يضع صورة

ساندرا بولوك باسم حبيبته عبير على حائط هاتفه ،هذا ان لم يكن ذلك جزءُُ من

سيرتك الذاتيه ، ان فعلا" كهذا لا يعلن بصفاقة شديده اننا قد تفسخنا ذائقيا" وحتى الابد

فقط ، بل يعلن - وهو يربت على اكتافنا بيد الذئب - اننا قد صرنا آباء" متاسسين

للصيغة الذائقية الجديدة والمشتركه ، الصيغة التي تبثها الميديا وهي تــ "قزقز" الشيبس

، اي والله !
لا تبتسم ! ان نموذج الذائقة اعلاه يمتلك موقفا" اقرب الى الطبيعة الاساسية من موقف

ك برتبة كامله : الصراحة المعقدة ، تلك التي يحملها فعل كتابة اسم "عبير" فوق

صورة ساندرا ،ان هذه الذائقة تقول ،او تقترب من القول ، انني احب هذه الساندرا

ولا استطيع الحصول عليها لذلك اعتنق محبة نسبة مئوية منها "عبير" على مبدأ ان

امتلاك الفرو افضل من فقدان الثعلب كاملا" ، انه يتعامل مع معشوقه كخلل في

النموذج او كمثال منقوص ، بينما انت – صاحب الموقف الاسوا - تحمل البوما" كاملا"

من الصور ممهورا" باسم من تحب ، لكنه مكتوب بالحبر السري ،نموذج الميديا هناك
في لاوعيك يحركك ويصوب عليك مسدس المقارنة الكاتم للصوت ، هذا لانك لست

حرا" ، انت لست انت ولا يمكن اصلاحك !
لو امعنت في الهرب حتى طفولتك – المتضررة ايضا" ، لا انزهها – لو هربت حتى

هنالك ستكتشف انك كنت اكثر حرية" بقليل ،رغم التلقينية الشامله ، كنت تستطيع ان

تقول : هذا جميل في سر قلبك ، ثم بدأت تتضاءل حتى ذابت بين مؤثرات الميديا ،

ومؤثرات الاصدقاء المتاثرين بمتاثر بالمتاثر الذي .... حتى اللا اصل ،ولم تعد الا

خلفية" بعيدة" لفيلم رعب لن تحضره اصلا" ،لانك هاربُُ محترف ، والعالم كله

يدربك على هذا ، فيلم بعنوان : انا !
انّ الخلل الاساسي في التعامل مع الجمال ينتج من كوننا نتعامل مع الجميل كمنتج

انطباعي –اعني المدرسة الفنيه – اعتمادا" على النموذج الاصلي الذي يزودنا به

الاخرون ، والذين تم تزويدهم وهكذا ، يكمن الغباء ُ الجذري طبعا" في افتراض ان

هنالك نموذج اساسا" ،لانه وببساطه لا يوجد! لو تخيّلنا اول بشري ينظر الى اول

بشريه فاننا سنستنتج بسهولة انه سيتعامل معها كمنتج كولّاجي !


ان تركيب هذه الخامات على بعضها، تامَّل خامة الشعر/ السائل الزجاجي للعيون/

الاظافر / الاسنان .. الخ تركيب كل هذا الى بعضه ورؤيته يمشي هو الجمال ، وبهذا

فكل بشري هو حالة التئام خاصه ووفق نفسها ولا تعتمد على نموذج ولا ابعاد تنحرف

منها قتشنع او تقترب منها فتجمُل ، انه الالتئام يلتئم بقوانينه الداخليه ، واذن سيكون

الجميلُ هو الــــ لا اعرف ، لانه وبعَظم استعارة هيجل : (لا يوجدُ شئ في الدنيا

يسمى التئام ، توجد اشياء ملتئمه ، لكن لايمكنك حملُ شئ الي لتقول لي هذا التئام ) !

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة